الأحد، 30 سبتمبر 2012

مصر في أرقام - إنفوجراف

الأرقام لا تكذب! هكذا علمونا صغاراً.

وبمناسبة الأحاديث الكثيرة التي تثار هذه الأيام حول مصر، والنهضة، وإمكانية هذا الأمر، أو عدم إمكانيته، إلخ .. رأيت أن أجمع مجموعة من المعلومات الرقمية من مصادر موثوقة، وأضمنها في إنفوجراف (رسوم بيانية)، تضع مصر في ورقة واحدة!

ولكن كثرة المعلومات وتنوعها حال دون أن تكون جميعها في ورقة واحدة، فبدأت بورقة عامة، وأتبعها ـ إن شاء الله ـ بمجموعة أخرى متخصصة، واحدة في كل مجال.

المصادر التي اعتمدتها تراوحت بين معلومات منشورة في "كتاب المخابرات الأمريكية لحقائق العالم CIA Factbook" و الويكيبيديا (ولو بشكل أقل)، وكالة معلومات الطاقة الأمريكية، وبالتأكيد منشورات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. هذه الأرقام هي أرقام الإحصاءات الخاصة بالعام 2011 وأول العام 2012.

الرسم البياني موجود بصيغة PDF على هذا الرابط.


السبت، 1 سبتمبر 2012

محاولات "النهضة": رؤية مبرمج

أذكر أنه في الثمانينيات كانت هناك دعوات كثيرة لتأهيل وتدريب الشباب من أجل إقامة صناعة معلوماتية، تدر دخلاً وتضع مصر في مصاف الدول المصدرة. ولكن هذا لم يحدث. بل إني أذكر مقارنة شهيرة في منتصف التسعينيات بين صناعة البرمجيات في مصر والهند؛ فقد كانت صادرات الهند من البرمجيات تبلغ مائتي مليون دولار سنوياً، بينما مقدار صادرات مصر في نفس الفترة من البرمجيات حوالي مليونين ونصف المليون دولار. وكنت حينها شاباً صغيراً أحلم بقطعة من الكعكة، فتعلمت البرمجة بدءاً من سن التاسعة، وتحمست بشدة لكل دعوات "النهضة البرمجية" التي كان يطلقها الجميع في ذلك الوقت. وقد كانت الفكرة واضحة جداً وبسبطة جداً: فأنت لا تحتاج لأكثر من جهاز كمبيوتر ودماغ مبدعة لإنشاء صناعة برمجيات عظيمة.

وكما جاءت فترة الستينيات والسبعينيات، وكنا نتحسر على فوات فرصتنا للحاق باليابان التي بدأت بناء نهضتها معنا بعد الحرب العالمية الثانية؛ ثم جاءت التسعينيات فبدأنا نتحسر على عدم قدرنا على بناء نهضة مماثلة للنمور الآسيوية؛ الذين بدأوا محاولات بناء اقتصاد قوي مع محاولاتنا للنهضة الصناعية في الستينيات، ثم بدأنا المقارنة التالية في بدايات القرن الحالي مع الصين، التي يدأت مشوارها في الثمانينيات؛ نعض اليوم أصابع الندم على صناعة البرمجيات، وكيف أصبحت الهند رائدة في هذا المجال، الذي بدأناه معها في نفس التوقيت.

اليوم يمكنني بسهولة أن أقول إن جهاز كمبيوتر في يد شخص مبدع، لا ينتج صناعة. لإنتاج صناعة برمجيات حقيقية نحتاج إلى عمل مؤسسي، نحتاج إلى المبدعين بالتأكيد، ولكن من خلال مؤسسة تخطط، وتضع أهدافاً استراتيجية، وتدعم، وتوجه. نحتاج إلى مراكز بحثية حقيقية، لبحث احتياجات السوق، نحتاج إلى علماء في الرياضيات والفيزياء والهندسة لصياغة النماذج التي يعمل عليها المبرمجون المبدعون.

وبمناسبة التقطة الأخيرة، أذكر أن واحداً من أشهر المواقع الهندية التعليمية وأكثرها انتشاراً حول العالم كله، وهو موقع "أكاديمية خان" نشأ أساساً لتعليم المبرمجين علوم الرياضيات بشكل قريب من طريقة فهمهم وتفكيرهم. فقد علموا أن البرمجة الحقيقية هي تطبيق نماذج المحاكاة الرياضية، وليس مجرد عمل البرامج التي تخزن وتسترد مجموعة من البيانات.

كل هذا يحتاج إلى وجود توجه عام في الدولة ومؤسساتها، مدعوماً بخبرات العلماء وتمويل رجال الأعمال والصناعة الذين لا يسعون إلى الربح السريع؛ وذلك لتحقيق الاستفادة من طاقات الإبداع لدى الشباب الموهوب. وبدون ذلك، فلا أمل.

قبل أن أنهي هذا الحديث، أحب أن أذكر تجربة كادت أن تكون ناجحة، وهي تجربة "صخر". وصخر هي إحدى شركات "العالمية"، مجموعة اقتصادية كبيرة مملوكة لمستثمر كويتي. استطاعت صخر تحقيق المعادلة الصعبة، وكانت تنتج برامج حقيقية، وليس مجرد واجهات لمجموعة من البيانات. بل إني أدعي أنه لولا مساهمات "صخر" في البرمجيات العربية لما كان أكثرنا يقرأ هذه الكلمات اليوم. فنماذج محاكاة اللغة من أمثال محرك النحو ومحرك الصرف، كانا من الجودة بما يكفي لإنتاج مصحح إملائي وآخر نحوي لا يعتمدان على قاعدة بيانات للكلمات، بل يمتدان إلى "فهم" تكوين الكلام ذاته. صخر اليوم لا تنتج برمجيات للمستخدم، وذلك لعدم الجدوى الاقتصادية، فبعد عقود من البحث والتطوير، لم تلق الدعم الكافي بسبب عدم وجود توجه مؤسسي من الساسة وأرباب وضع الاستراتيجيات.

posted from Bloggeroid

الخميس، 21 يونيو 2012

أهم عشر تقنيات يستخدمها الإعلام للتضليل


 بقلم: نايوم تشومسكي
ترجمة: م. إسلام إمام


إن ميل الصحفيين لعمل موازنة بين رأيين متضادين تؤدي للاتجاه إلى "بناء الأخبار حول المواجهة بين الأنصار والخصوم". مواضيع مثل القمامة ومياه المجاري، أياً كانت درجة أهميتها، لا يتم تغطيتها إلا عندما تتعلق بتخصيص أماكن لدفن النفايات أو إنشاء محرقة لها، وحينها تكون التغطية لـ"غضب وحنق المواطنين الذين قد يتأثروا بهذه الأمور" أو الادعاءات المتضاربة للمتحدثين الرسميين، للحكومة أو للمؤسسات الخاصة، ودعاة حماة البيئة. بدلاً من تغطية الخلفيات التقنية لهذه العمليات.
وظيفة الإعلام لم تعد "إعلام" المواطنين، ولكنها تحولت إلى "عدم الإعلام": أن تحول الاهتمام الشعبي بعيداً عن المواضيع والتغييرات الهامة التي يقررها السياسيون والنخبة الاقتصادية، وذلك عن طريق الإغراق أو الإغراق المستمر في تحويل الانتباه وتغطية المواضيع غير ذات الأهمية.
يحاول الصحفيون القريبون من أشخاص نافذين في الحكومة والمؤسسات الاقتصادية المسيطرة، الحفاظ على هذه العلاقات بعدم تغطية ما يمس هذه المنظمات، وإلا فإنهم يخاطرون بخسارتهم كمصادر للمعلومات [أو النفوذ]. وفي مقابل هذا الولاء، يمد النافذون الصحفيين بمواضيع جيدة للنشر أو "تسريبات إعلامية" من حين لآخر، وكذلك اللقاءات الحصرية. هذه المعلومات الغير رسمية، أو التسريبات، تعطي الانطباع بأن الصحفي الذي وراءها هو محقق يسعى خلف المعلومات، ولكنها في حقيقتها ليست سوى مناورات من جانب من بيده السلطة.
"من السخرية المريرة أن الصحفيين الأكثر شأناً هم أولاء الأكثر مذلة. فبجعل أنفسهم مفيدين لمن بيده السلطة يحصلون على (أفضل) المواضيع والأخبار" (اقتباس من كتاب Lee and Solomon، 1990(

 

الاستراتيجيات العشرة

1. الإلهاء

استراتيجية الإلهاء هي العنصر الرئيس في السيطرة على المجتمعات. وهي تعتمد على إلهاء أو تحويل اهتمام العامة بعيداً عن المواضيع والتغييرات الأكثر أهمية، التي يقررها الساسة وأصحاب النفوذ الاقتصادي، وذلك بواسطة تقنيات الإغراق والإغراق المستمر في مواضيع تافهة ومعلومات غير ذات قيمة.
الإلهاء أيضاً يستخدم بشكل رئيس في منع حصول اهتمام شعبي بالمعارف الأساسية في مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس و بيولوجيا الأعصاب والعلوم السبرانية[1].
"إبقاء الاهتمام الشعبي بعيداً عن المشكلات الاجتماعية الحقيقية، مشغولاً بأمور لا تحمل أهمية حقيقية. أبق الشعب مشغولاً، مشغولاً، مشغولاً، ليس لديه وقت ليفكر، ليعود للمزرعة وحيواناتها [كناية عن الانشغال بلقمة العيش وكيفية توفيرها]" – اقتباس من "أسلحة صامتة لحروب هادئة"[2]

2. اختلاق المشاكل ثم تقديم الحلول

هذه الطريقة تسمى أيضاً "مشكلة – رد فعل – حل".
تقوم هذه الاستراتيجية على خلق مشكلة: "وضع" يتم اللجوء إليه ليسبب ردود أفعال عند الجمهور، وبالتالي تكوين أرضية للخطوات التي يراد للجمهور قبولها.
فمثلاً: إظهار وتضخيم العنف في المناطق الحضرية، أو حتى ترتيب هجمات دموية في سبيل أن يقبل الجمهور طلباً بسن مجموعة من القوانين والتشريعات على حساب الحرية.
أو تصنع أزمات اقتصادية للقبول بتراجع الحقوق الاجتماعية أو بتفكيك الخدمات العامة تحت مبدأ أنه "شرٌّ لا بد منه".

3. التدرج

قبول ما لم يكن من الممكن قبوله عن طريق تطبيقه بالتدريج، قطرة قطرة، لأعوام متلاحقة.
وهذه هي الكيفية التي فـُرضت بها الظروف الاقتصادية المجتمعية خلال الثتمانينيات والتسعينيات، مثل الخصخصة وخفض الأجور ونزع التزام الدولة بايجاد فرص عمل مناسبة، إلخ..
... وهي تغييرات كثيرة كانت لتولد ثورة لو طبقت مرة واحدة.

4. التسويف

أحد الطرق لتسهيل قبول القرارات التي لا تحظى بالترحاب هو تقديمه على أنه "مؤلم ولكنه ضروري"، للحصول على القبول الشعبي في وقته شريطة أنه سينفذ في المستقبل.
من الأسهل دائماً قبول تضحيات في المستقبل لوقف مذبحة تجري الآن، وذلك لأنه
·         أولاً لن تقدم التضحيات الآن،
·         ثانياً أن الجماهير دائماً ما تميل ـ بسذاجة ـ لتوقع أن "كل شيء سيكون بخير"، وأنه ربما أمكن تجنب تلك التضحية المستقبلية.
وهذا ما يمنح الجماهير وقتاً أطول للتعود على الفكرة، وقبولها على مضض حينما يحين وقت التنفيذ.

5. خطاب الأطفال

معظم الإعلانات الموجهة للجمهور تستخدم خطاباً، وحججاً، وأساليب حديث، وأحياناً وجوهاً من تلك النوعية التي تلقى قبولاً لدى الأطفال، وبنفس الأساليب الطفولية الأقرب إلى الضعف، وكأن المشاهد طفل صغير، أو به قصور عقلي.
وكلما أريدَ الإمعانُ في خداع المشاهد، كلما زاد الميل نحو تبني نبرة أو منطق أكثر طفولية.
لماذا؟
"لو توجهت بالحديث إلى شخص وكأنه في الثانية عشر من عمره أو أقل، فإنه سيميل بنسبة احتمالية معينة ـ بسبب الإيحاء ـ إلى الاستجابة وتبني ردود أفعال ومنطق شخص في الثانية عشر من عمره أو أقل" – اقتباس من "أسلحة صامتة لحروب هادئة"

6. اللعب على الجوانب العاطفية أكثر من المنطقية

استخدام النواحي العاطفية هو تقنية كلاسيكية لتعطيل التفكير التحليلي العاقل، وبالتالي تعطيل التفكير النقدي للشخص.
أكثر من ذلك، فإن اللعب على مناطق العواطف في الدماغ يفتح الباب لللاوعي أو العقل الباطن، ومن ثم يمكن بسهولة زرع الأفكار والرغبات والمخاوف، والتأثير على السلوك.

7. التجهيل

وهو إبقاء الجماهير غير قادرة على فهم وتمييز تقنيات وطرق السيطرة والاستعباد.
"يجب أن تكون جودة التعليم المقدم لطبقات المجتمع الوسطى والأقل منها سيئة وأقل من المتوسطة قدر الإمكان حتى تتسع فجوة الجهل بين الطبقات الاجتماعية الدنيا والطبقات النافذة، ويصبح سد هذه الفجوة غير ممكن" – اقتباس من "أسلحة صامتة لحروب هادئة"

8. زرع الرضا عن الرداءة

وذلك بالدفع الإعلامي نحو فكرة أن الحقائق من الطبيعي أن تبدو غبية ومبتذلة وغير علمية![3]

9. تعزيز لوم الذات

الدفع نحو فكرة أن ما فيه الفرد من شقاء هو بسبب نقص في الذكاء أو القدرات الشخصية أو المجهود. وبالتالي بدلاً من الثورة على النظام الاقتصادي، يحط الفرد من قدر نفسه، ويشعر أنه هو المذنب، وهذا ما يقود إلى الاكتئاب، وبالتالي يثبط عزيمة الفعل.
وبدون عزيمة للفعل، لا تقوم ثورات!

10. معرفة الجمهور أفضل مما يعرفون أنفسهم

على مر الخمسين عاماً الماضية شكل التقدم المتسارع في العلوم فجوة كبيرة بين ما يعرفه العامة، وما لدى النخب السلطوية. فبفضل علوم الأحياء، وبيولوجيا الأعصاب، وعلم النفس التطبيقي أصبح "النظام" يتمتع بفهم معقد للجنس البشري، جسدياً ونفسياً. وأصبح يعرف عنك أكثر مما تعرفه عن نفسك.
هذا يعني أن "النظام" أصبح يمارس ـ في معظم الحالات ـ درجات أعلى من السيطرة والتحكم في الأفراد، ربما أكثر مما يمارسوه هم في أنفسهم.


[1] Cybernetics علوم الاتصال والتحكم الآلي بالآلات والكائنات الحية.
[2]  "أسلحة صامتة لحروب هادئة" هو مستند يحمل تاريخ مايو 1979، وجد بالمصادفة في آلة ناسخة IBM تم شراؤها في مزاد للمعدات الفائضة عن الحاجة، في 7 يوليو 1986.
[3] وبالتالي يسهل تصديق ما ينافي العقل أو العلوم الموثقة، أو حتى ما يبدو كأنه جهل صريح. فقد تم زرع فكرة أن الحقائق يمكن بسهولة أن تكون كذلك. (المترجم).

السبت، 19 مايو 2012

صفحات من التاريخ ...لم تكتب بعد

-->
الصفحة الأولى
وبعد أن وصل المرشد العام "محمد بديع" إلى قيادة الجماعة، بانتخابات حرة، شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، بدأ في تطبيق فكرته الثورية للقضاء على جور الحكم العسكري في الجمهورية الأولى، بعد أن كان الفساد والظلم قد وصلا إلى حد غير مسبوق (راجع باب: أحوال مصر في نهاية الجمهورية الأولى). وكانت خطته المباركة تقضي باستخدام وسائل الإعلام المباشرة مثل المواقع الاجتماعية، لتحريك الشارع المصري كله باتجاه الثورة.
وفي يوم الخامس والعشرين من يناير للعام 2011، خرجت جموع الشباب المصري إلى ميدان التحرير، مطالبة بالتغيير، مدعومة بالقوة الكبيرة للجماعة في تحريك الشارع المصري، وأعضائها المنتشرين في كل المؤسسات، بما فيها مؤسسات الرئاسة والمؤسسة العسكرية. وكانت النتيجة أن نجح الشعب المصري، بقيادة الجماعة، في الإطاحة برأس الطغيان، وانتخب الشعب بإرادة حرة ووعي حقيقي ممثلين عنه في البرلمان الحقيقي الأول، ليتم إنشاء الجمهورية الثانية، ويتولى منصب أول رئيس فيها الدكتور/ محمد المرسي، ويبدأ عملية التطهير الشاملة، وإحلال الكفاءات.
وتعد هذه هي البداية الحقيقية لنهضة الأمة المصرية بعد عقود من الظلم والفساد.
الصفحة الثانية
وفي بداية العام 2011 خرج الشعب المصري، معبراً عن امتعاضه من تفشي الفساد لدرجات غير مسبوقة، في ثورة عظيمة، لقبت بالثورة البيضاء، لأنها خلت من أي إسالة للدماء انتقاماً، وذلك في الخامس والعشرين من يناير، للعام 2011. أعقب هذه الثورة سقوط نظام الحكم العسكري الغاشم، وعودة مؤسسات العمل المدني إلى دورها الحقيقي، بعد إصدار الدستور الجديد في العام 2013، والذي ما زال معمولاً به حتى الآن. وقد تعاقب على رئاسة الجمهورية الثانية سبعة حكومات حتى الآن، عملت جميعاً في خط واحد، ساهم بشكل كبير في وصولنا إلى ما نحن فيه الآن من التقدم والحضارة. ويذكر أن إعلان الدستور الحالي كان قد تم بعد انتهاء الفترة الرئاسية الأولى في الجمهورية الثانية، والتي كانت فترة اضطرابات قانونية وتشريعية، بسبب الصراع الناشيء بين المنتفعين من نظام الجمهورية الأولى، وبين المتطلعين إلى مستقبل أفضل من مخلصي هذا الوطن، حيث كانت القوانين والتشريعات تسن لحماية المنتفعين في نهاية الجمهورية الأولى، كما سبق تفصيله في الباب السابق.
الصفحة الثالثة
أحداث الشغب والركود الاقتصادي: وقد كان أن قامت بعض الجماعات الخائنة التي كانت قد تشكلت آنذاك بالاتفاق مع قوى خارجية بمجموعة كبيرة من أعمال الشغب، مستغلين ثغرات في القانون تمنع التدخل الأمني الصائب، مما دعى الرئيس مبارك الأول إلى إيثار سلامة الأمة، والتنحي عن الحكم. وقد تبع ذلك سيطرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على مقاليد الحكم، ومن ثم السيطرة على أعمال الشغب والعنف، والوصول بالأمة إلى بر الأمان مع انتخاب الرئيس أحمد شفيق، بإرادة شعبية حرة، ثم تلاه الرئيس مبارك الثاني في انتخابات حرة. ولكن أعمال الشغب تلك خلفت البلاد في حالة من الركود الاقتصادي الحاد، نعاني منها حتى الآن، على الرغم من كل المحاولات الحثيثة التي بذلتها الحكومات المتتالية.
ويقول المؤرخون، أنه لولا انتصار الإرادة الشعبية الحرة، والوعي الذي أظهره المصريون في انتخابات 2012، لكانت مصر الآن مقسمة إلى 12 دويلة، كما كان الأعداء يخططون، ولكن الله سلم.
الصفحة الرابعة
... وتمكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة من السيطرة على الموقف، وقام بانقلاب صامت على الرئيس مبارك، محققاً بذلك طموح الشعب المصري. وعلى الرغم من أن الكثير من المنتفعين من نظام مبارك، وبعضٍ من القوى الخارجية حاولوا تأليب المصريين، وإثارة الوضع السياسي المستقر، فإن المطالبة الشعبية باستمرار المجلس في قيادة الدولة، في نهايات العام 2012، كانت من القوة بما كان لتسكت جميع الأصوات الخائنة، والتي تمت محاكمتها محاكمات عادلة، لتنال جزاءها على ما اقترفت بحق هذا الوطن.
الصفحة الخامسة
… وكنتيجة حتمية لكل ما سبق ذكره، قام المصريون بالثورة على نظام حكم الجمهورية اﻷولى. وكانت شرارة الثورة قد انطلقت في الخامس والعشرين من يناير في العام 2011، واستمرت حتى نجاحها في العام 2014. بذل فيها المصريون الشجعان من أرواحهم مئات اﻵﻻف، حتى تمكنوا من تغيير وجه مصر إلى ما هي عليه اﻵن من الريادة والنهضة الحقيقية.

خاتمة
هذه مجموعة من الصفحات المحتملة لتاريخنا القادم، وقد أتيح للأجيال الحالية فرصة ذهبية لاختيار ما سيقوله التاريخ عنا، وهي فرصة لا تتاح للكثير من الأجيال. فليكن اختيارنا واعياً... 


الخميس، 1 مارس 2012

نخلايت


في حوالي التاسعة من صباح يوم الأربعاء 28 يونيو 1911، فوجيء فلاحو ناحية النخلة البحرية، بقرية بسنتواي، مركز أبوحمص بالبحيرة بانفجار في طبقات الجو العليا، تلاه سقوط نيزك إلى الأرض، مدمراً مساحة قطرها 4.5كم.

أحد الحاضرين: محمد علي أفندي حكيم، روى كيف أن أحد أجزاء النيزك سقط على كلب، قاده حظه العثر للتواجد في هذا الموقع بالذات، في هذه اللحظة، وكيف أن هذا الكلب قد تبخر تماماً دون أثر!
  
استطاع الباحثون فيما بعد استرداد حوالي أربعين قطعة مختلفة من النيزك، تتراوح أوزانها 20جرام و1813جرام، وقدروا أن كتلة النيزك الكلية كانت حوالي العشرة كيلوجرامات. جميع قطع النيزك محفوظة الآن في متحف التاريخ الطبيعي البريطاني.

تصنيفياً يقع النيزك ضمن مجموعة نيازك النخلايت Nakhlites والتي تضم 13 نيزكاً معروفاً حتى اليوم، كان أولها نيزك النخلة البحرية، والذي سميت باسمه المجموعة ككل. يميز هذه المجموعة أنها صخور نارية، غنية بمعدن الأوجايت، تشكلت من الحمم البازلتية قبل حوالي 1.3 بليون سنة. ويعتقد العلماء أن هذه النيازك هي أجزاء من كوكب المريخ، كانت قد انفصلت عنه بفعل ارتطام جسم فضائي به قبل 10.75 بليون سنة، ليجد بعضها طريقه إلى الأرض بعد ذلك.

في مارس من العام 1999، قام فريق من ناسا بفحص بعض أجزاء النيزك باستخدام المجاهر الضوئية (Optical Microscopes) ومجاهر إليكترونية قوية (Scanning Electron Microscopes) ليكتشف آثاراً محدودة لأشكال حيوية بدائية.
فحص النيزك بالميكروسكوب الإليكتروني - المصدر: بي بي سي، 27 أغسطس 1999

وفي العام 2006، سمح متحف التاريخ الطبيعي البريطاني لفريق من ناسا بشق قطعة من قطع النيزك، للحصول على عينة لم تتلوث بجو الأرض، وقد وجدوا ما يشبه المخلفات البكتيرية بداخل جيوب وشقوق داخل الصخر.
 
يذكر أيضاً أن هذا النيزك كان السبب الرئيس وأحد أكبر الأدلة التي اعتمد عليها العلماء في استنتاج وجود الماء على سطح المريخ قبل ملايين السنين، وذلك كون التكوين الكيميائي له يحتوي على معادن يستحيل تكونها دون وجود الماء.
***
أخطط أن أذهب يوماً إلى ناحية النخلة البحرية، لعلي أرى موقع الارتطام، غير أني أخشى أن أصدم بأن المكان قد تحول إلى بقعة سكنية عشوائية، أو لم يتم الحفاظ عليه كما ينبغي.. وقد حصلت على الموقع التقريبي، و "وصفة" الذهاب إلى هناك من أحد سائقي الشركات في البحيرة.


مصادر
ويكيبيديا: مركز أبوحمص - البحيرة http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AD%D9%85%D8%B5
ويكيبيديا: Nakhla Meteorite نيزك "نخلة" http://en.wikipedia.org/wiki/Nakhla_meteorite
ويكيبيديا: النيازك المريخية - النخلايت http://en.wikipedia.org/wiki/Martian_meteorite#Nakhlites
بي بي سي - 8 فبراير 2006 -  Space rock re-opens Mars debate

خرائط جوجل 
للمزيد
عجائب متحف التاريخ الطبيعي - نيزك النخلة http://www.nhm.ac.uk/nature-online/virtual-wonders/vrmeteorite5.html
نيزك نخلة - موقع ناسا http://www2.jpl.nasa.gov/snc/nakhla.html