السبت، 19 مايو 2012

صفحات من التاريخ ...لم تكتب بعد

-->
الصفحة الأولى
وبعد أن وصل المرشد العام "محمد بديع" إلى قيادة الجماعة، بانتخابات حرة، شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، بدأ في تطبيق فكرته الثورية للقضاء على جور الحكم العسكري في الجمهورية الأولى، بعد أن كان الفساد والظلم قد وصلا إلى حد غير مسبوق (راجع باب: أحوال مصر في نهاية الجمهورية الأولى). وكانت خطته المباركة تقضي باستخدام وسائل الإعلام المباشرة مثل المواقع الاجتماعية، لتحريك الشارع المصري كله باتجاه الثورة.
وفي يوم الخامس والعشرين من يناير للعام 2011، خرجت جموع الشباب المصري إلى ميدان التحرير، مطالبة بالتغيير، مدعومة بالقوة الكبيرة للجماعة في تحريك الشارع المصري، وأعضائها المنتشرين في كل المؤسسات، بما فيها مؤسسات الرئاسة والمؤسسة العسكرية. وكانت النتيجة أن نجح الشعب المصري، بقيادة الجماعة، في الإطاحة برأس الطغيان، وانتخب الشعب بإرادة حرة ووعي حقيقي ممثلين عنه في البرلمان الحقيقي الأول، ليتم إنشاء الجمهورية الثانية، ويتولى منصب أول رئيس فيها الدكتور/ محمد المرسي، ويبدأ عملية التطهير الشاملة، وإحلال الكفاءات.
وتعد هذه هي البداية الحقيقية لنهضة الأمة المصرية بعد عقود من الظلم والفساد.
الصفحة الثانية
وفي بداية العام 2011 خرج الشعب المصري، معبراً عن امتعاضه من تفشي الفساد لدرجات غير مسبوقة، في ثورة عظيمة، لقبت بالثورة البيضاء، لأنها خلت من أي إسالة للدماء انتقاماً، وذلك في الخامس والعشرين من يناير، للعام 2011. أعقب هذه الثورة سقوط نظام الحكم العسكري الغاشم، وعودة مؤسسات العمل المدني إلى دورها الحقيقي، بعد إصدار الدستور الجديد في العام 2013، والذي ما زال معمولاً به حتى الآن. وقد تعاقب على رئاسة الجمهورية الثانية سبعة حكومات حتى الآن، عملت جميعاً في خط واحد، ساهم بشكل كبير في وصولنا إلى ما نحن فيه الآن من التقدم والحضارة. ويذكر أن إعلان الدستور الحالي كان قد تم بعد انتهاء الفترة الرئاسية الأولى في الجمهورية الثانية، والتي كانت فترة اضطرابات قانونية وتشريعية، بسبب الصراع الناشيء بين المنتفعين من نظام الجمهورية الأولى، وبين المتطلعين إلى مستقبل أفضل من مخلصي هذا الوطن، حيث كانت القوانين والتشريعات تسن لحماية المنتفعين في نهاية الجمهورية الأولى، كما سبق تفصيله في الباب السابق.
الصفحة الثالثة
أحداث الشغب والركود الاقتصادي: وقد كان أن قامت بعض الجماعات الخائنة التي كانت قد تشكلت آنذاك بالاتفاق مع قوى خارجية بمجموعة كبيرة من أعمال الشغب، مستغلين ثغرات في القانون تمنع التدخل الأمني الصائب، مما دعى الرئيس مبارك الأول إلى إيثار سلامة الأمة، والتنحي عن الحكم. وقد تبع ذلك سيطرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على مقاليد الحكم، ومن ثم السيطرة على أعمال الشغب والعنف، والوصول بالأمة إلى بر الأمان مع انتخاب الرئيس أحمد شفيق، بإرادة شعبية حرة، ثم تلاه الرئيس مبارك الثاني في انتخابات حرة. ولكن أعمال الشغب تلك خلفت البلاد في حالة من الركود الاقتصادي الحاد، نعاني منها حتى الآن، على الرغم من كل المحاولات الحثيثة التي بذلتها الحكومات المتتالية.
ويقول المؤرخون، أنه لولا انتصار الإرادة الشعبية الحرة، والوعي الذي أظهره المصريون في انتخابات 2012، لكانت مصر الآن مقسمة إلى 12 دويلة، كما كان الأعداء يخططون، ولكن الله سلم.
الصفحة الرابعة
... وتمكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة من السيطرة على الموقف، وقام بانقلاب صامت على الرئيس مبارك، محققاً بذلك طموح الشعب المصري. وعلى الرغم من أن الكثير من المنتفعين من نظام مبارك، وبعضٍ من القوى الخارجية حاولوا تأليب المصريين، وإثارة الوضع السياسي المستقر، فإن المطالبة الشعبية باستمرار المجلس في قيادة الدولة، في نهايات العام 2012، كانت من القوة بما كان لتسكت جميع الأصوات الخائنة، والتي تمت محاكمتها محاكمات عادلة، لتنال جزاءها على ما اقترفت بحق هذا الوطن.
الصفحة الخامسة
… وكنتيجة حتمية لكل ما سبق ذكره، قام المصريون بالثورة على نظام حكم الجمهورية اﻷولى. وكانت شرارة الثورة قد انطلقت في الخامس والعشرين من يناير في العام 2011، واستمرت حتى نجاحها في العام 2014. بذل فيها المصريون الشجعان من أرواحهم مئات اﻵﻻف، حتى تمكنوا من تغيير وجه مصر إلى ما هي عليه اﻵن من الريادة والنهضة الحقيقية.

خاتمة
هذه مجموعة من الصفحات المحتملة لتاريخنا القادم، وقد أتيح للأجيال الحالية فرصة ذهبية لاختيار ما سيقوله التاريخ عنا، وهي فرصة لا تتاح للكثير من الأجيال. فليكن اختيارنا واعياً...