الأحد، 30 سبتمبر 2012

مصر في أرقام - إنفوجراف

الأرقام لا تكذب! هكذا علمونا صغاراً.

وبمناسبة الأحاديث الكثيرة التي تثار هذه الأيام حول مصر، والنهضة، وإمكانية هذا الأمر، أو عدم إمكانيته، إلخ .. رأيت أن أجمع مجموعة من المعلومات الرقمية من مصادر موثوقة، وأضمنها في إنفوجراف (رسوم بيانية)، تضع مصر في ورقة واحدة!

ولكن كثرة المعلومات وتنوعها حال دون أن تكون جميعها في ورقة واحدة، فبدأت بورقة عامة، وأتبعها ـ إن شاء الله ـ بمجموعة أخرى متخصصة، واحدة في كل مجال.

المصادر التي اعتمدتها تراوحت بين معلومات منشورة في "كتاب المخابرات الأمريكية لحقائق العالم CIA Factbook" و الويكيبيديا (ولو بشكل أقل)، وكالة معلومات الطاقة الأمريكية، وبالتأكيد منشورات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. هذه الأرقام هي أرقام الإحصاءات الخاصة بالعام 2011 وأول العام 2012.

الرسم البياني موجود بصيغة PDF على هذا الرابط.


السبت، 1 سبتمبر 2012

محاولات "النهضة": رؤية مبرمج

أذكر أنه في الثمانينيات كانت هناك دعوات كثيرة لتأهيل وتدريب الشباب من أجل إقامة صناعة معلوماتية، تدر دخلاً وتضع مصر في مصاف الدول المصدرة. ولكن هذا لم يحدث. بل إني أذكر مقارنة شهيرة في منتصف التسعينيات بين صناعة البرمجيات في مصر والهند؛ فقد كانت صادرات الهند من البرمجيات تبلغ مائتي مليون دولار سنوياً، بينما مقدار صادرات مصر في نفس الفترة من البرمجيات حوالي مليونين ونصف المليون دولار. وكنت حينها شاباً صغيراً أحلم بقطعة من الكعكة، فتعلمت البرمجة بدءاً من سن التاسعة، وتحمست بشدة لكل دعوات "النهضة البرمجية" التي كان يطلقها الجميع في ذلك الوقت. وقد كانت الفكرة واضحة جداً وبسبطة جداً: فأنت لا تحتاج لأكثر من جهاز كمبيوتر ودماغ مبدعة لإنشاء صناعة برمجيات عظيمة.

وكما جاءت فترة الستينيات والسبعينيات، وكنا نتحسر على فوات فرصتنا للحاق باليابان التي بدأت بناء نهضتها معنا بعد الحرب العالمية الثانية؛ ثم جاءت التسعينيات فبدأنا نتحسر على عدم قدرنا على بناء نهضة مماثلة للنمور الآسيوية؛ الذين بدأوا محاولات بناء اقتصاد قوي مع محاولاتنا للنهضة الصناعية في الستينيات، ثم بدأنا المقارنة التالية في بدايات القرن الحالي مع الصين، التي يدأت مشوارها في الثمانينيات؛ نعض اليوم أصابع الندم على صناعة البرمجيات، وكيف أصبحت الهند رائدة في هذا المجال، الذي بدأناه معها في نفس التوقيت.

اليوم يمكنني بسهولة أن أقول إن جهاز كمبيوتر في يد شخص مبدع، لا ينتج صناعة. لإنتاج صناعة برمجيات حقيقية نحتاج إلى عمل مؤسسي، نحتاج إلى المبدعين بالتأكيد، ولكن من خلال مؤسسة تخطط، وتضع أهدافاً استراتيجية، وتدعم، وتوجه. نحتاج إلى مراكز بحثية حقيقية، لبحث احتياجات السوق، نحتاج إلى علماء في الرياضيات والفيزياء والهندسة لصياغة النماذج التي يعمل عليها المبرمجون المبدعون.

وبمناسبة التقطة الأخيرة، أذكر أن واحداً من أشهر المواقع الهندية التعليمية وأكثرها انتشاراً حول العالم كله، وهو موقع "أكاديمية خان" نشأ أساساً لتعليم المبرمجين علوم الرياضيات بشكل قريب من طريقة فهمهم وتفكيرهم. فقد علموا أن البرمجة الحقيقية هي تطبيق نماذج المحاكاة الرياضية، وليس مجرد عمل البرامج التي تخزن وتسترد مجموعة من البيانات.

كل هذا يحتاج إلى وجود توجه عام في الدولة ومؤسساتها، مدعوماً بخبرات العلماء وتمويل رجال الأعمال والصناعة الذين لا يسعون إلى الربح السريع؛ وذلك لتحقيق الاستفادة من طاقات الإبداع لدى الشباب الموهوب. وبدون ذلك، فلا أمل.

قبل أن أنهي هذا الحديث، أحب أن أذكر تجربة كادت أن تكون ناجحة، وهي تجربة "صخر". وصخر هي إحدى شركات "العالمية"، مجموعة اقتصادية كبيرة مملوكة لمستثمر كويتي. استطاعت صخر تحقيق المعادلة الصعبة، وكانت تنتج برامج حقيقية، وليس مجرد واجهات لمجموعة من البيانات. بل إني أدعي أنه لولا مساهمات "صخر" في البرمجيات العربية لما كان أكثرنا يقرأ هذه الكلمات اليوم. فنماذج محاكاة اللغة من أمثال محرك النحو ومحرك الصرف، كانا من الجودة بما يكفي لإنتاج مصحح إملائي وآخر نحوي لا يعتمدان على قاعدة بيانات للكلمات، بل يمتدان إلى "فهم" تكوين الكلام ذاته. صخر اليوم لا تنتج برمجيات للمستخدم، وذلك لعدم الجدوى الاقتصادية، فبعد عقود من البحث والتطوير، لم تلق الدعم الكافي بسبب عدم وجود توجه مؤسسي من الساسة وأرباب وضع الاستراتيجيات.

posted from Bloggeroid